الوقت في الإسلام
إنّ الوقت هو أثمن شيء في حياة الإنسان، إنه أنفاسه التي تتردد في صدره، وحركاته وسكناته، وخفقات قلبه، إنه حياته كلها، وأي خسارة أعظم من ضياع العمر فيما لا ينفع؟
ولقد حازت قضية اغتنام الوقت أهمية كبيرة، فتناولتها أقلام العلماء وأصحاب الفكر بحثاً ودراسةً وتوجيهاً، فمنهم ناصح مجرب، ومنهم عالم خبير.
الوقت في حياتنا
تقوم حياة الإنسان على ما ينتجه وما يفعله، وتبرز الفوارق والمفاضلات بين البشر بحسب حسن استغلالهم لأوقاتهم. فكم من نفوس كادت تكون همماً، فعرقلتها الملهيات عن لحاق الركب وبلوغ القمم. وكم من سواعد مفتولة كادت أن تبني مجداً لولا انشغالها بالتوافه وانصياعها للترّهات.
الوقت في كتاب الله وسنة رسول الله صلّى الله عليه وسلم
خلقَنا الله على هذه الأرض إلى أجل مسمّى، وهذا الأجل سريع الانقضاء، وإذا ما انقضى فإنه لا يعود، عندها لا ينفع ندم المقصرين ولا تنبّه الغافلين.
الوقت في القرآن
جاءت مطالع سور قرآنية يقسم فيها ربنا جل وعلا بالزمن كالعصر والليل والضحى والفجر…، فكلها أوقات، والخاسر هو الذي تلهيه الدنيا عن طاعة الله وذكره.
قال الله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ﴾ (المنافقون ٩)
ووضحت آيات أخرى ضرورة الإسراع إلى التوبة وعمل الطاعات قبل انتهاء الأجل وفوات الأوان.
قال الله تعالى: ﴿وَأَنفِقُوا مِن مَّا رَزَقْنَاكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِيَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَا أَخَّرْتَنِي إِلَىٰ أَجَلٍ قريب فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ الصَّالِحِينَ. وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ
خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ﴾
وجاءت آيات أخرى كذلك في تأنيب وتوبيخ الكفار والعصاة في.
قال الله تعالى: ﴿وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُم مَّا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَن تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِن نَّصِيرٍ﴾ (فاطر ٣٧)
فهم يدركون أهمية الوقت بعدما انتهت أعمارهم وقد هدروها بالمعاصي والمنكرات، فيطلبون العودة لتدارك ما فات، وعمل الصالحات، ولكن هيهات أن يكون ذلك.
الوقت في السنة النبوية
أما في السنة المطهرة فقد جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: “نِعْمَتانِ مَغْبُونٌ فِيهِما كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ، الصِّحَّةُ والفَراغُ”.
فمَن حَصَلَ له الأمرانِ: الصِّحَّةُ والفَراغُ، وكَسِلَ عنِ الطَّاعاتِ؛ فهو المَغبونُ الخاسِرُ.
وقال صلى الله عليه وسلم:
“اغتنِمْ خمسًا قبل خمسٍ: شبابَك قبل هِرَمِك، وصِحَّتَك قبل سِقَمِك، وغناك قبل فقرِك، وفراغَك قبل شُغلِك، وحياتَك قبل موتِك”.
وفي هذا الحديث ترغيب في استغلالِ الأوقات والأعمار، والاستفادةُ منهما فيما يُرضي اللهَ سُبحانَه وتعالَى.
أهمية الوقت عند السلف
وضرب لنا السلف الصالح أروع الأمثلة في استغلال الوقت، والاستفادة منه، والحرص عليه، فكانوا لا يضيعون ساعة من يومهم إلا في العلم والتعلم، وقد تناول كتاب عبد الفتاح أبو غدة (قيمة الزمن عند العلماء) هذا الموضوع، واستوفى فيه، وشفى، ومما ذكره:
قال الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: ما ندمت على شيء ندمي على يوم غربت شمسه، نقص فيه أجلي، ولم يزد فيه عملي.
وقال الخليفة الصالح عمر بن عبد العزيز رضي الله عنه: إن الليل والنهار يعملان فيك، فاعمل فيهما.
يا ابن آدم إنما أنت أيام!
وقال الحسن البصري رضي الله عنه: يا ابن آدم، إنما أنت أيام، فإذا ذهب يوم ذهب بعضك. وقال أيضاً: أدركت أقواماً كانوا على أوقاتهم أشد منكم حرصاً على دراهمكم ودنانيركم.
أهمية الوقت عند العلماء وطلاب العلم
وذكر الدكتور عبد الفتاح أبو غدة في كتابه أمثلة عن العلماء في كيفية استثمارهم لأوقاتهم وحرصهم عليها، فقال: إنّ محمد بن سلام البيكندي شيخ البخاري، المتوفي سنة ٢٢٧، كان في حال الطلب جالساً في مجلس الإملاء، والشيخ يحدث ويملي، فانكسر قلم محمد بن سلام فأمر ينادي: قلم بدينار، فتطايرت إليه الأقلام.
حكاه الحافظ العيني في (عمدة القاري).
وما هذا البذل السخي منه إلا لمعرفته بقيمة ذاك الوقت الغالي، وقيمة ما يملأ به أيضاً. فهذا عالم، بل متعلم ممن عرف قيمة الزمن والوقت، فبذل الذهب والدينار في تحصيل قلم.
وقال أبو هلال العسكري في كتابه: “الحث على طلب العلم والاجتهاد في جمعه” (١): “كان الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري أحد أذكياء العالم، المولود سنة ١٠٠، والمتوفي سنة ١٧٠ رحمه الله تعالى – يقول: أثقل الساعات علي: ساعة آكل فيها”.
فالله أكبر! ما أشد قيمة العلم عنده وما أوقد الغيرة على الوقت لديه.
أما الإمام أبو الوفا ابن عقيل الحنبلي علي بن عقيل البغدادي، فقال الحافظ ابن رجب الحنبلي في (ذيل طبقات الحنابلة) في ترجمته الحافلة الحافزة، ما ملخصه: “ولد سنة ٤٣١، وتوفي سنة ٥١٣، وكان من أفاضل العالم، وأذكياء بني آدم، مفرط الذكاء، متسع الدائرة في العلوم.
وكان يقول: إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري، حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة أو مناظرة، وبصري عن مطالعة، أعملت فكري في حال راحتي وأنا منطرح، فلا أنهض إلا وقد خطر لي ما أسطره، وإني لأجد من حرصي على العلم وأنا في عشر الثمانين أشد مما كنت أجده وأنا ابن عشرين سنة”.
ومن الأئمة الكبار الذين حافظوا على الساعات واللحظات، حتى وهم في غمرات الموت ووداع الحياة، وتعلقوا بتحصيل العلم قبيل ساعات الممات: الإمام ابن مالك النحوي صاحب (الألفية) وغيرها من أمهات كتب النحو، محمد بن عبد الله المولود سنة ٦٠٠، والمتوفي سنة ٦٧٢ رحمه الله تعالى، جاء في ترجمته في (نفح الطيب) للمقري:
“كان رحمه الله تعالى كثير المطالعة، سريع المراجعة، لا يكتب شيئاً من محفوظه حتى يراجعه في محله، وهذه حالة المشايخ الثقات، والعلماء الأثبات، ولا يُرى إلا وهو يصلي أو يتلو أو يصنف أو يقرأ”.
هذا حال السلف والعلماء مع أوقاتهم، في الفلاح من اقتدى بهم وسار على نهجهم.
كيفية استثمار الوقت وتنظيمه
إنّ تنظيم الوقت عامل مهم لحسن استثماره، فقلّ أن تجد منظماً لوقته فاشلاً في حياته، وأحرصُ الناس على أوقاتهم هم من أكثر الناس نجاحاً في حياتهم.
ولا شك أن استغلال الوقت في سن الشباب أنفع من بلوغ الشيخوخة التي هي سن الوهن والضعف والمنغصات،
ولما أدركت الشيخوخة وأمراضها أبا عثمان الجاحظ الأديب المشهور، كان ينشد هذين البيتين متحسراً متألماً من تقاعد الضعف والكبر والمرض به:
- أترجو أن تكون وأنت شيخ — كما قد كنت أيام الشباب
- لقد كذبتك نفسك؛ ليس ثوب — دريس كالجديد من الثياب
خطة تقسيم الوقت واستثماره
أضع بين أيديكم هذه الخطة البسيطة لكيفية تقسيم الوقت واستثماره:
- تخصيص أوقات لطلب العلم النافع الشرعي أو الدنيوي الذي يعود بالفائدة على المسلمين.
- تحديد أوقات للعمل والسعي لكسب الرزق وتحسين المعاش.
- تحديد أوقات للترفيه عن النفس بالطرق المباحة كالقيام برحلة مع الأهل، أو تناول الطعام مع الأصدقاء، أو ممارسة رياضة بدنية نافعة، والحرص على البعد عن المنكرات والملاهي الفاسدة.
- تحديد أوقات لصلة الأرحام.
- تخصيص وقت لقراءة الورد القرآني، وتعلم أحكام القراءة، والتفسير.
- تحديد أوقات لعيادة مريض، أو عمل خيري، أو زيارة الجيران، أو أي عمل صالح يبقى ذخراً للآخرة.
كيف نستغل وقت الفراغ
تصادفنا أوقات فراغ أثناء الذهاب للعمل، أو في أيام الإجازات، أو عند الانتظار في العيادة، أو مواقف المواصلات، وهذا الوقت لا يستهان به وإن رأيناه قصيراً، ولكن تستطيع به القيام بأعمال لسانية مباركة تكون رصيداً لك في الآخرة، فعن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: “من قال سبحان الله العظيم وبحمده غرست له بها نخلة في الجنة”.
فكم يضيع الآدمي من ساعات يفوته فيها الثواب الجزيل؟ وكم نخلة تستطيع أن تغرس في دقائق الانتظار أو في أوقات الفراغ؟
وهنا بعض الأفكار يمكنك فعلها لاستثمار أوقات الفراغ:
- اقتناء مصحف محمول للقراءة، ووضعه في حقيبة اليد، أو تحميله في الأجهزة الذكية.
- اقتناء مسبحة إلكترونية صغيرة الحجم توضع مثل الخاتم محيطة بالإصبع فالذاكرون الله كثيراً والذاكرات من أعظم الناس أجوراً يوم القيامة.
- جمع أطفال الجيران الصغار، وتعليمهم الفاتحة، وبعض السور القصيرة، أو القراءة والكتابة.
- إعطاء دروس تعليمية عن بعد باستخدام الأجهزة الذكية لمن يحتاج، فزكاة العلم بتعليمه.
- تعلّم العلم النافع عن بعد بالالتحاق بدورات علمية، أو فقهية.
ضياع الوقت
إنّ أهم سبب لضياع الوقت هو عدم وجود هدف واضح، أو خطة منهجية تضبطه، فيقضي المرء حياته لاهثاً وراء المتع واللهو والعبث، فكم اختطفت الملاهي آمال عقول نيرة! وكم تردّى من صهوة المجد أبطال كادوا أن يبنوا المعالي بأيديهم لولا أن عرقلتهم الملذات والسعي وراء التفاهات!
ومن عرف أهمية الوقت حق المعرفة ضنّ به عن كل ذلك، وأبى أن يسلّم رسن زمانه لمن يقوده للحطام والظلام، ويبعده عن فجر الإنجاز والنفع والخير.
فالكثير من الشباب ألقوا أوقاتهم في المقاهي والشوارع أو مع رفقاء الدنيا وطلاب الحطام الزائل، وتركوا حلق الذكر والقرآن وطلب العلم.
لقد شاخت المساجد في هذا الزمن، فقلّ أن تجد فيها شباباً.
لقد التهمت أعمارهم الأجهزة الذكية حتى فقدوا حياة الواقع، وانصرفوا إلى حياة أخرى يجدونها بلمسة خفيفة تلقي بهم إلى مهاوي الفتن والضلال، وتغوبهم، وتنقلهم إلى حياة البؤس والكآبة.
لقد تكسرت همم الشباب بمعاول الدنيا الفانية، فضيعوا أوقاتهم في زخرفها الكاذب، وسهوا عن فعل الخير، والسعي الحثيث النافع، وأبوا أن يحملوا همّ الأمة وقضاياها والنهوض بها، فتركوا أعداءها تنهشها وتنال منها، وتتركها وضيعة الشأن مهانة الكرامة.
نصائح لمن ضيعوا أوقاتهم لتدارك ما فات من أعمارهم
كثير من تجاوزوا سن الشباب نظروا وراءهم، وبكوا على ما فات من أعمارهم من دون فائدة، وودوا لو يعودون فيصلحوا ما قد مضى، ولكن الزمان لا يعود، ولكن رحمة الله قريبة، ورُبّ دمعة نادم سبقت سجدة متبتل عابد.
فيا من ضيعوا أوقاتهم! شدوا مئزركم، وشمروا عن سواعدكم، وأقفوا هدر الزمن، ولا تقنطوا، ولا تقفوا على أعتاب اليأس والفشل، وهذه بعض نصائح لاغتنام الأوقات وتدارك ما فات:
- كثرة ذكر الله على كل حال: كالتسبيح، والتحميد، والتهليل، والتكبير، فالذكر من أسهل العبادات وأعظمها أجوراً.
- قراءة القرآن: ففي كل حرف حسنة، والحسنة بعشر أمثالها.
- الصلاة في جماعة: فهي أكثر أجراً من صلاة الفرد.
- الصدقة الجارية: كالمساهمة في بناء مسجد، أو حفر بئر، أو كفالة يتيم.
فلا تستسلم للسنوات العجاف التي عشتها، واستبشر بما بقي، واغتنم ما هو آت لعلك تسلم، وليغادر مهندك جفنه، وامتطِ صهوة الزمن، وتغلب على الملهيات، ولتستعد لما هو آت، وابنِ للآخرة؛ فبناؤها رصين، وفوزها مبين، إنّ ذلك هو حقّ اليقين.
الأسئلة الشائعة عن الوقت في الإسلام
الوقت مهم في حياة المسلم لأن عمره محدد بأجل مسمى، ولا يعرف متى تحين ساعة الموت، عندها لا يُقبل منه عمل صالح، ولا تنفع التوبة، فينبغي استغلال الوقت بعمل الطاعات، وعدم هدره لأن الإنسان سيسأل يوم القيامة عن عمره فيما أفناه.
أقسم الله تعالى بالعصر، والفجر، والليل، والضحى، وفي هذا دلالة على أهمية الزمن، والخاسر هو الذي تلهيه الدنيا عن اغتنام وقته بفعل الصالحات.
قال تعالى: ﴿یَـٰۤأَیُّهَا ٱلَّذِینَ ءَامَنُوا۟ لَا تُلۡهِكُمۡ أَمۡوَ ٰلُكُمۡ وَلَاۤ أَوۡلَـٰدُكُمۡ عَن ذِكۡرِ ٱللَّهِۚ وَمَن یَفۡعَلۡ ذَ ٰلِكَ فَأُو۟لَـٰۤىِٕكَ هُمُ ٱلۡخَـٰسِرُونَ﴾ (المنافقون ٩)
نعم الإنسان محاسب عن عمره فيما أفناه، فلا بد أن يستفيد من الوقت بفعل الصالحات قبل انقضاء الأجل، ولا ينفع حينها الندم.
قال تعالى: ﴿وَأَنفِقُواْ مِن مَّا رَزَقْنَٰكُم مِّن قَبْلِ أَن يَأْتِىَ أَحَدَكُمُ ٱلْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلَآ أَخَّرْتَنِىٓ إِلَىٰٓ أَجَلٍۢ قَرِيبٍۢ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُن مِّنَ ٱلصَّٰلِحِينَ(١٠) وَلَن يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْسًا إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا ۚ وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (١١)﴾.
أجمله قول رسول الله صلى الله عليه وسلم:
ـ نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس الصحة والفراغ.
ـ وقالوا: الأمور مرهونة بأوقاتها
ـ الوقت من ذهب.
ـ يابن آدم إنما أنت أيام فإذا ذهب يومك ذهب بعضك.
ـ الوقت هو الحياة.
الوقت من أجل النعم التي حباها الله للإنسان لأنه فرصة زمنية محددة بأجل سريع الانقضاء، فما أجدر مَن أحسن استغلاله بالفوز الكبير! وما أشد خسارة مَن هدره! فهو عليه حسرة في الدنيا والآخرة.
عن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “نِعمتان مغبونٌ فيهما كثيرٌ من النَّاسِ: الصِّحَّةُ والفراغُ” (البخاري ٦٤١٢)
وعن عبدالله بن عباس رضي الله تعالى عنهما، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: “اغتنِمْ خمسًا قبلَ خمسٍ: حَياتَك قبلَ موتِك، وصِحَّتَك قبلَ سَقَمِك، وفراغَك قبلَ شُغلِك، وشبابَك قبلَ هَرَمِك، وغِناك قبلَ فقرِكَ” (صححه الألباني في صحيح الجامع ١٠٧٧).
الحرص على عدم قضاء الوقت على وسائل التواصل الاجتماعي، فهي مضيعة للوقت، ولا فائدة حقيقية ترجى منها، وتنظيم الوقت بين العمل والعلم النافع، وذكر الله، ومجالسة الصالحين، وتخصيص ورد قرآني للقراءة، والالتزام به، ولا ننسى صلة الأرحام وحقوق الأهل والأولاد، واغتنام وقت البكور، وعدم التسويف عند القيام بالعمل.
بتنظيم وقته، ومجالسة أصحاب الهمم، والابتعاد عن الفارغين ومضيعي الأوقات، واغتنام كل ساعة بكل ما هو نافع من الأعمال.
قال الله تعالى: ﴿ وَالْعَصْرِ – إِنَّ الْإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ – إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ﴾ [العصر: ١ – ٢].
الوقت هو أثمن شيء في حياة الإنسان، هو عمره الذي يمضي ولا يمكن أن يعود، وهو من أجل النعم لمن أحسن استثماره ووظّفه لما فيه نفعه في الدنيا والآخرة.
كانوا منقطعين للبحث، والتحصيل، وطلب العلم، فهو شغلهم الشاغل، فلا تراهم متنعمين في دنياهم، ولا كانوا ممن لبس الحرير، وأطاب المتّكأ، ولا ممن ملأ البطون، ونام ملء الجفون، بل يقضون نهارهم في العلم والمدارسة، وليلهم بالتبتل والعبادة، وبهذا بوركت أوقاتهم، وطاب ذكرهم ونفع الله بعلمهم .
استغلال وقت البكور لأداء الأعمال لأنه وقت مبارك كما أخبرنا رسول الله صلّى الله عليه وسلم: “بورك لأمتي في بكورها”.
وصلة الارحام، فهي تعطي البركة في العمر، وكثرة الذكر على كل حال، وقراءة القرآن، والابتعاد عن الفارغين واللاهين، ومصاحبة أصحاب الهمم من طلبة العلم والصالحين.
بتنظيم الوقت وترتيب الأولويات بين العمل، والعبادة، وأداء الحقوق، وعمل الواجبات، واستغلال وقت الفراغ بطلب العلم، أو بعمل نافع، وتخصيص وقت للترويح عن النفس بممارسة بعض الانشطة والرياضات النافعة.
إنما الإنسان أيام كما قال أحد الصالحين، إذا ذهب يومك فإنما ذهب بعضك، فلا تغتر بطول الأمل، فإنما تسير إلى أجل مقدر محتوم، وتقترب من قبرك كل يوم أكثر، وما أسرع الأيام تنقضي ولا يبقى منها إلا العمل! فأحسن العمل، واغتنم أيام عمرك في رضا الله سبحانه وتعالى.
الكاتبة: آ. هيفاء علي
شارك المقال مع اصدقـائك: