تفسير القرآن الكريم للأطفال
يحرص معظم المسلمين على تحفيظ أطفالهم كتاب الله، فتنهال الأسئلة عن كيفية تسريع عملية حفظه، وكمية المحفوظ، وكيفية المراجعة… وتتنوع أساليب الحفظ من أسئلة ومسابقات وبرامج، كلها تتنافس وتتضافر لتحقيق هدف حفظ هذا الكتاب المبارك، والقليل من الناس من يهتم بموضوع تفسير القرآن الكريم للأطفال تعليمه معاني الآيات وتدبرها مؤجِّلاً موضوع التفسير إلى مراحل أخرى متقدمة من عمر الطفل مكتفياً بالحفظ ابتداءً.
ولا شكّ أن الحفظ مطلب عظيم ومسلك قويم، ومن أوتي حفظ كتاب الله فقد أوتي خيراً كثيراً.
أهمية تفسير القرآن الكريم للأطفال
نحن -ومع الأسف- نتعامل مع القرآن بكل الطرق إلا التدبر، إذ تقام مسابقات للحفظة ومسابقات لأجمل صوت، وترى الجانب التدبري مهمّشاً أو ملغى بالرغم من أن التدبر هو الغاية من نزول القرآن الكريم.
قال تعالى: {كِتَٰبٌ أَنزَلْنَٰهُ إِلَيْكَ مُبَٰرَكٌ لِّيَدَّبَّرُوٓاْ ءَايَٰتِهِۦ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُواْ ٱلْأَلْبَٰبِ} (ص ٢٩)
ولا شك أن تحفيظ الطفل للقرآن الكريم شيء مهم وعظيم، ولكن لا نغفل عن تفسير القرآن للأطفال، وتوضيح معانيه، واستخراج العبر من آياته.
وارتباط الفهم بالحفظ يسرع من عملية الحفظ، ويزيد من رسوخه في الذهن، ويحبب القرآن إلى قلب الطفل.
وتتحدد أهمية تفسير القرآن الكريم للأطفال في ما يلي
1- تسريع عملية الحفظ، وتثبيتها، والتقليل من النسيان:
لاشكّ أن تفسير القرآن للأطفال يقرب معنى الآية إلى ذهن الطفل، ويساعده على الحفظ من خلال ربط المعنى باللفظ، وبالتالي يسهل الحفظ والتثبيت.
2- تحبيب الطفل بالقرآن:
نجد أحياناً نفوراً من بعض الأطفال من الحفظ، وتكاسلهم عنه، وعدم إقبالهم عليه، وذلك لعدم فهمهم له، فتصبح عملية الحفظ مملّة وغير مرغوب فيها، أما إذا ارتبط الحفظ بالتفسير والفهم فستتذلل الصعوبات التي يواجهها الطفل، ويدرك أنه ليس مجرد كلمات يعيد تكرارها؛ إنما هي مواعظ بليغة، وقصص جميلة، وأخلاق تنسجم مع الفطرة السليمة.
3- تعميق مفهوم العقيدة في ذهن الطفل وتقوية الجانب الإيماني والروحي:
جاء في كتاب المنهاج النبوي في تربية الأطفال:
“ينبغي لأبوي الصغير والصغيرة أن يبدأا بتعليمهما القرآن، منذ الصغر، وذلك ليتوجها إلى اعتقاد أن الله تعالى هو ربهم، وأن هذا كلامه تعالى، وتسري روح القرآن في قلوبهم، ونوره في أفكارهم، ومداركهم، وحواسهم، وليتلقّيا عقائد القرآن منذ الصغر، وأن ينشأا ويشبَّا على محبة القرآن والتعلق به، والائتمار بأوامره، والانتهاء عن مناهيه، والتخلق بأخلاقه، والسير على منهاجه.
4- تعزيز النمو العقلي من خلال توسعة مدارك الطفل وتقوية الجانب المعرفي عنده لارتباط المنطوق بالمفهو .
5- تنشئة الطفل على السلوك الحسن الصالح، وعلى غرس القيم الأخلاقية، ومعرفة فضائل الأعمال، والابتعاد عن القبائح والمنكرات.
6- تعزيز المهارات اللغوية من خلال زيادة الحصيلة اللغوية، ومعرفة معاني المفردات، وهذا الثراء اللغوي يساعده على التعبير بفصاحة، ويكسبه الثقة بالنفس وقوة الشخصية.
7- إنّ تفسير القرآن للأطفال ومساعدتهم على فهمه يكوّن القدوة الحسنة عندهم؛ إذ يجعلهم يقتدون بالصحابة والأنبياء الذين جاء ذكرهم في القرآن، فيتعرفون على مناقبهم وإخلاصهم وأعمالهم، ويتأسون بهم.
هل نبدأ بتحفيظ القرآن أم بتفسيره
اعتاد الناس أن يحفّظوا الطفل القرآن في الصغر، وتُؤجَّل مرحلة التفسير إلى مراحل متقدمة من العمر، فهناك من الآيات ما يصعب فهمها على الطفل كوجود بعض المفاهيم المجردة البعيدة عن مداركه، أو احتواء الآيات على موضوعات أكبر من عمر الطفل كالطلاق والظّهار والميراث…، فيكتفون بعملية التحفيظ ليبقى القرآن محفوظاً في صدورهم، وينالوا بركته.
هذا شيء جيد وسليم، ولكن الأفضل أن يبدأ بهما جميعاً بما يتناسب مع فهم الطفل وإقباله.
جاء في كتاب المنهاج النبوي في تربية الطفل المجلد ١ – الصفحة ١٠٠: “لا بد للمربي -أو الوالدين- أن يهتما أثناء تلاوة القرآن، بشرح موجز بسيط للقرآن، حتى تفتح معاني القرآن قلب وعقل الصغير، ولا يظنّ أحد أن الطفل صغير، فهذا الطفل الذي يعدُّه كثير من الناس لا يستحق الشرح لصغره، ولا يستحق الاهتمام بعقله لطفولته، هذا الطفل العجيب يستطيع أن يخزن من المعلومات ما يخزنه حاسب آلي عصري، وإليك الدليل :عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهم – ، يَقُولُ: “سَلُونِي عَنْ سُورَةِ النِّسَاءِ، فَإِنَّى قَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَأَنَا صَغِيرٌ”.
اعتاد الناس أن يحفّظوا الطفل القرآن في الصغر، وتُؤجَّل مرحلة التفسير إلى مراحل متقدمة من العمر، فهناك من الآيات ما يصعب فهمها على الطفل كوجود بعض المفاهيم المجردة البعيدة عن مداركه، أو احتواء الآيات على موضوعات أكبر من عمر الطفل كالطلاق والظّهار والميراث…، فيكتفون بعملية التحفيظ ليبقى القرآن محفوظاً في صدورهم، وينالوا بركته.
هذا شيء جيد وسليم، ولكن الأفضل أن يبدأ بهما جميعاً بما يتناسب مع فهم الطفل وإقباله.
جاء في كتاب المنهاج النبوي في تربية الطفل المجلد ١ – الصفحة ١٠٠: “لا بد للمربي -أو الوالدين- أن يهتما أثناء تلاوة القرآن، بشرح موجز بسيط للقرآن، حتى تفتح معاني القرآن قلب وعقل الصغير، ولا يظنّ أحد أن الطفل صغير، فهذا الطفل الذي يعدُّه كثير من الناس لا يستحق الشرح لصغره، ولا يستحق الاهتمام بعقله لطفولته، هذا الطفل العجيب يستطيع أن يخزن من المعلومات ما يخزنه حاسب آلي عصري، وإليك الدليل :عَنِ ابْنِ أَبِي مُلَيْكَةَ، قَالَ: سَمِعْتُ ابْنَ عَبَّاسٍ – رضي الله عنهم – ، يَقُولُ: “سَلُونِي عَنْ سُورَةِ النِّسَاءِ، فَإِنَّى قَرَأْتُ الْقُرْآنَ وَأَنَا صَغِيرٌ”.
وقد رُوِيَ عن أبي عبد الرحمن السلمي أنه قال: “حدثنا الذين كانوا يقرئوننا القرآن، كعثمان بن عفان وعبد الله بن مسعود وغيرهما أنهم كانوا إذا تعلَّموا من النبي -صلى الله عليه وسلم- عشر آيات لم يجاوزوها حتى يتعلموا ما فيها من العلم والعمل، قالوا: فتعلمنا القرآن والعلم والعمل جميعاً.
وكذلك الطفل فيحفظ الآية مع بيان معانيها، ويعطى من المعاني بقدر حاجته وإمكاناته واستيعابه.
ولا بد من مراعاة الفروق الفردية، فبعض الأطفال محدود القدرة على الحفظ، فيساعده الفهم المبسط للآيات على الحفظ، وهناك من الأطفال من يستطيع الحفظ السريع، ويتعزز هذا الحفظ بالتفسير، وعندما نقول تفسير القرآن للأطفال لا نعني به ما جاء في كتب التفاسير الكبيرة واختلاف المذاهب والآراء فيها وتعدد وجوهها…، إنما هو فهم مبسط لمعاني الآيات وتدبرها وفهم معاني المفردات بشكل سهل ومشوّق يتناسب مع فهم الطفل واستيعابه.
ولا شك أن القراءة والحفظ مع الفهم والتدبر هي المرجوة، وهي التي تتطابق مع هدي النبي الكريم والسلف الصالح الذين تعاملوا مع القرآن على أن نزوله للفهم والتدبر والعمل به، واهتموا بذلك أكثر من اهتمامهم بقراءته دون فهم.
قال الحسن البصري: “نزل القرآن ليعمل به، فاتخذوا تلاوته عملاً”.
هل يوجد كتاب تفسير القرآن الكريم للأطفال
نعم يوجد بعض الدعاة الذين اهتموا بجانب تفسير القرآن للأطفال، ومنهم الداعية المصري محمود المصري (أبو عمار) الذي ألف العديد من الكتب الدعوية الموجهة للأطفال، ومنها: تفسير جزء عم، وقصص القرآن، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم، وقصص الأنبياء، والفقه الميسر، نفع الله به المسلمين وأبناء المسلمين وجزاه عنا كل خير.
وهناك أيضاً تفسير القرآن للأطفال للدكتور سعد رياض (٦ مجلدات).
والعديد من التفاسير الأخرى تجدونها في الإنترنت لمؤلفين من أصحاب الهمم والعلم.
وقد صدر أيضاً ما يسمى بالتفسير المصور للقرآن الكريم، مثل التفاسير التي صدرت تحت إشراف من علماء الأزهر، وفيها:
- تفسير جزء عم في كتابين
- تفسير جزء تبارك في كتابين
- تفسير جزء قد سمع في كتابين
- تفسير جزء الذارايات في كتابين
- كل الكتب مزودة بصور لسهولة الفهم
- وثبات تفسير الكلمات في ذهن الطفل
- وكل كتاب متوسط ٨٠ صفحة
وهي تفاسير جميلة ذات تصميم مشوّق مزوّدة بالصور والألوان تجذب انتباه الطفل وتيسر إيصال المعنى وتساعد على الحفظ.
وتوجد الكثير من المواقع في يوتيوب وغيرها تعرض قصص القرآن الكريم للأطفال (كرتون إسلامي) بشكل جاذب ومحبب وقريب من مدارك الطفل، ولكن ينبغي توخي الحذر والتحقق من سلامة مصدر البرنامج قبل السماح للطفل بمشاهدته لأن بعضها يكون مزوّراً تاريخياً، أو منحرفاً عقدياً.
بعض الأمور المهمة التي نأخذ بها عند تفسير القرآن للأطفال
- لا بدّ من الإخلاص لله عز وجل عند تفسير القرآن للأطفال، والاستعانة بالله، واحتساب الأجر والثواب.
- البدء بقصار السور، وتبسيط الأسلوب، وترغيب الطفل في المقروء من خلال:
- تجويد القراءة وتحسين الصوت.
- شرح ما يتعلق بالسورة بأسلوب سهل قبل البدء بتفسيرها، مثلاً: سبب نزولها وما رافقها من أحداث…، ثم الشروع بالتفسير وإيضاح المعنى…
- ذكر ما يتعلق بها من قيم ومفاهيم تربوية وأخلاقية.
- الانتقال إلى كيفية تطبيقها والعمل بها في حياته اليومية.
- مراعاة المرحلة العمرية عند التفسير للصغار، فلا نثقل عليهم، ولا نحملهم ما لا طاقة لهم به، ولا نوصلهم إلى درجة الملل والنفور.
- الرفق وعدم معاقبة الطفل عند عدم استيعابه أو عدم استجابته أو الشعور ببطء في الفهم لأن ذلك ينفر الطفل، ويمكن أن يؤدي إلى تكوّن مشاعر الكره والانتقام، ويعرقل عملية حسن التدبر وحسن التلقي.
- الصبر على الأطفال عند التقصير، ومحاولة تفهم أن الأطفال يتفاوتون بالقدرات والمواهب، فآفة التعليم الاستعجال، والصابرون هم المفلحون.
- إجراء المسابقات، ومنح جوائز للمتقنين من الأطفال، وتحفيزهم.
تعلم اللغة العربية ودورها في تسهيل فهم وتفسير القرآن عند الطفل
إنّ تفسير القرآن للأطفال وفهم معانيه هو أمر ضروري لتقوية الجانب الإيماني والروحي وتطبيق تعاليمه في الحياة، وتعلم اللغة العربية، يساعد الأطفال على فهم معاني القرآن الكريم بشكل صحيح،
لذلك تكون معرفة الطفل للغة العربية وتعلمه لها هي خطوة أساسية يقوم بها الأهل لتيسير تعلم القرآن وتعزيز عملية الفهم عنده.
وكلما قويت لغته ازداد فهمه له وأصبح أقدر على تدبر القرآن؛ إذ تفتح له الباب أمام التفاعل المباشر مع كلمات الله سبحانه وتعالى، وتزيد من استيعابه للدين وأحكامه.
وإذا كان تعلم اللغة العربية يساعد على فهم الطفل للقرآن فإن تعلم القرآن يساهم في تقوية اللغة والنطق والفصاحة عند الطفل، فيصبح أقدر على التعبير والإفهام، ويظهر ذلك جلياً في نطقه وكلامه، وينعكس ذلك أيضًا على شخصيته، فتزداد ثقته بنفسه ويتحسن سلوكه.
أثر القصة القرآنية في تربية الطفل
إن من أكثر الأساليب تأثيراً في نفوس الناس عامة والأطفال خاصة القصص، فهي تشكل زاداً خصباً ينمي فكر الطفل وعقله.
واستغلال القصة القرآنية في تهذيب الطفل وتربيته يحقق هذا الهدف بما تحمله سيرة النبيين وأخلاقهم وأخبار الماضين وسنة الله في الأمم المكذبة من عظات وتعاليم وفهم للحياة، فالقصص القرآنية من أحسن القصص.
يقول ابن عاشور في تفسيره: “امْتَنَّ اللَّهُ عَلَى رَسُولِهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِقَوْلِهِ: {نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِما أَوْحَيْنا إِلَيْكَ هذَا الْقُرْآنَ وَإِنْ كُنْتَ مِنْ قَبْلِهِ لَمِنَ الْغافِلِينَ} [يُوسُف]، فَعَلِمْنَا مِنْ قَوْلِهِ “أَحْسَنَ” أَنَّ الْقِصَصَ الْقُرْآنِيَّةَ لَمْ تُسَقْ مَسَاقَ الْإِحْمَاضِ وَتَجْدِيدِ النَّشَاطِ، وَمَا يَحْصُلُ مِنِ اسْتِغْرَابِ مَبْلَغِ تِلْكَ الْحَوَادِثِ مِنْ خَيْرٍ أَوْ شَرٍّ لِأَنَّ غَرَضَ الْقُرْآنِ أَسْمَى وَأَعْلَى مِنْ هَذَا، وَلَوْ كَانَ مِنْ هَذَا لَسَاوَى كَثِيرًا مِنْ قَصَصِ الْأَخْبَارِ الْحَسَنَةِ الصَّادِقَةِ فَمَا كَانَ جَدِيرًا بِالتَّفْضِيلِ عَلَى كُلِّ جِنْسِ الْقَصَصِ”.
وتتميز القصة القرآنية أنها تناسب جميع المراحل العمرية، فيفهمها الصغير والكبير والعالم والمتعلم، وكل يجني من بركتها بحسب سعيه وجهده.
وعندما يقدمها المربي للطفل يجد فيها الطفل ضالته، وذلك لوجود الميزات التالية:
– جمال التعبير ورقي الأسلوب: يقول ابن عاشور: “وَمِنْهَا أَنَّ الْقِصَصَ بُثَّتْ بِأُسْلُوبٍ بَدِيعٍ إِذْ سَاقَهَا فِي مَظَانِّ الِاتِّعَاظِ بِهَا مَعَ الْمُحَافَظَةِ عَلَى الْغَرَضِ الْأَصْلِيِّ الَّذِي جَاءَ بِهِ الْقُرْآنُ مِنْ تَشْرِيعٍ وَتَفْرِيعٍ…”.
– تشبع احتياجات الطفل الفكرية والروحية وتسمو به خلقاً وديناً لأنها تشكل حلقة متكاملة وصورة لا يعتريها النقص، فهي وحي من عند الله، وليست من صنع البشر، وبالتالي تخلو من الثغرات ولا يعتريها الضعف والتشتت والخطأ.
– تهتم بذكر القدوة الحسنة، وتنفر من الشرّ وأهله بما تحويه من سير الأنبياء والصالحين وأتباعهم، وكذلك من يعادونهم من الكفار والطغاة والظلمة وأتباعهم.
– مناسبة لكل زمان ولكل مكان: فهي قصص خالدة يجد كل جيل بل كل فرد ضالته فيها، ويستقي من قيمها، وهي ينبوع لا يجف. فثمرات القصة وعبرها وما يجده المتدبر فيها لا تقف عند حد؛ فكلما قرأتها وجدت المزيد.
– تسهم في تعزيز قيمة الجماعة والتعاون والتقدير والحرص على مصلحة الآخرين.
– تنمي الشعور بالمسؤولية أمام الله، وبالتالي يتشكل عنده السلوك الإيجابي البناء والعمل الصالح لأنه يشعر بمراقبة الله له.
– تعدد أهداف القصة القرآنية: إذ تجد في القصة الواحدة الكثير من العبر والعظات والقيم الأخلاقية والفضائل. ففي قصة نوح عليه السلام يتعلم الطفل التحلي بالصبر، والتمسك بالهدف، وحسن الخلق، والإخلاص، وحب الخير، وطاعة الله، وانتظار الفرج بعد كل ضيق، والثقة بالله وبنصره وتأييده لمن دعاه واستنصره…
إن تعليم القرآن للطفل تفسيراً وتلاوةً وحفظاً هو خير ما تصرف فيه الجهود والأوقات والأموال.
قال الإمام السيوطي رحمه الله: “تعليم الصبيان القرآن أصل من أصول الإسلام، فينشؤون على الفطرة، ويسبق إلى قلوبهم أنوار الحكمة، قبل أن تمكن الأهواء منها، وسوادها بأكدار المعصية والضلال” المرجع: المنهاج النبوي في تربية الأطفال – المجلد 1 – الصفحة 95
فينبغي للآباء ألا يغفلوا عن أبنائهم، وينبغي تن يهتموا بتفسير القرآن للأطفال وتوضيحه لهم، وعدم تركهم وحدهم في عصر تموج فيه الفتن والضلالات، وصدق من قال:
ومن رعى غنماً في أرض مسبعةٍ
ونام عنها تولى رَعْيَها الأسدُ
فلا خسارة مع القرآن، ولا خسارة في بذل الجهد مع جيل يكون فيه أبناء اليوم رجال الغد البانون لمجدهم المعِزّون لدينهم المدافعون عن حياضه.
الأسئلة الشائعة تفسير القرآن الكريم للأطفال
لا بد من البدء بقصار السور، وتلاوتها، وشرح ما يتعلق بالسورة من أسباب نزولها، وما رافقها من أحداث وقصص، وشرح معاني كلماتها، واستخلاص العبر والقيم منها.
كتاب تفسير جزء عم للشيخ محمود المصري، وتفسير القرآن للشيخ سعد رياض، وتفسير السعدي سهل أيضاً مناسب لمن هم فوق العاشرة من العمر.
هو التفسير الذي يحتوي على معلومات توضيحية لمفاهيم القرآن الكريم عن طريق الاستعانة بالصور الملونة الجاذبة، وهي طريقة توصل المعلومة للطفل بشكل شيّق وممتع.
يقول العلماء: إن الانشغال بحفظ القرآن وتعلمه وتدبره أفضل من مجرد تلاوته وختمه لأنه بالحفظ والمراجعة والتدبر يكون من الماهرين بالقرآن مع السفرة الكرام البررة.
التكرار المستمر لآيات القرآن الكريم بالاستعانة بالتسجيلات الصوتية، وكذلك تفسير مبسط لمعاني الآيات الذي يساعد الطفل على الفهم والتثبيت للمحفوظ.
لا بد من تعليمه اللغة العربية أولاً، ثم البدء بقصار السور مع التكرار لكل سورة، والاستعانة بالوسائل المساعدة كالتسجيلات الصوتية كالمحفزات والمكافآت…
تفسير ابن كثير، والقرطبي، والسعدي، والشوكاني، والبغوي، والصابوني.
تفسير الشيخ السعدي مناسب جداً للمبتدئين، وكذلك تفسير الصابوني، والبغوي.
التكرار هو الطريقة الأساسية لحفظ القرآن، ويختلف عدد مرات التكرار بحسب مقدرة الطفل واستيعابه، ويساهم فهم المعاني على تسريع عملية الحفظ وتثبيتها.
ويساعد استخدام التلاوة الصوتية والاستماع لها على تعلم النطق الصحيح والتجويد.
عادة تكون السن الخامسة أو الساسة مناسبة للحفظ، وربما لمس الأهل مقدرة الطفل على الحفظ في أقل من ذلك، وربما يبلغ السابعة ولا يكون مؤهلاً للحفظ، فهذا الأمر نسبيّ يختلف من طفل إلى آخر.
الكاتبة: آ. هيفاء علي
شارك المقال مع اصدقـائك: