سجل معنا وابدأ تجربة تطبيق زلفى لتعلم القرآن واللغة العربية
أولاً: اسمه ونسبه
هو معاوية بن أبي سفيان صخر بن حرب بن أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وأمه هي هند بنت عتبة بن ربيعة بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، وهو من أكابر الصحابة -رضوان الله عليهم ـ وأحد كُتَّاب الوحي، العاملين بكتاب ربهم والمحافظين على سنة نبيهم، الذَّابِّين عن شريعته، المجاهدين في سبيله.
ثانياً: إسلام معاوية
اختلف في وقت إسلام معاوية -رضي الله عنه- فقيل إنه أسلم قبل أبيه وقت عمرة القضاء، وبقي يخاف من اللحاق بالنبي -صلى الله عليه وسلم- من أبيه، وما ظهر إسلامه إلا يوم الفتح؛ جاء في الطبقات الكبرى لابن سعد:
(قال معاوية بن أبي سفيان: لمّا كان عام الحديبية وصدّت قريش رسولَ الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، عن البيت ودافعوه بالراح، وكتبوا بينهم القضية، وقع الإسلام في قلبي، فذكرتُ ذلك لأُمي هند بنت عُتبة فقالت: إياك أن تخالف أباك أو أن تقطع أمراً دونه فيقطع عنك القوت، فكان أبي يومئذ غائباً في سوق حُبَاشَة، قال: فأسلمتُ وأخفيتُ إسلامي، فوالله لقد رَحَلَ رسول الله -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- مِن الحديبية وإني مصدِّق به، وأنا على ذلك أكتمه مِن أبي سفيان، ودخَل رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مكّة عام عُمرة القضية وأنا مسلم مصدق به، وعلم أبو سفيان بإِسلامي فقال لي يوماً: لكن أخوك خَير منك فهو على ديني، قلت: لم آل نفسي خيراً، قال: فدخل رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مكة عام الفتح فأظهرتُ إسلامي، ولقيته فرحّب بي، وكتبتُ له).
قال محمّد بن عمر: “وشَهِدَ معاوية بن أبي سفيان مع رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، حُنيناً وأعطاه رسول الله، -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-، مِن غنائم حنين مئة مِن الإبل وأربعين أوقيّة وَزَنَها له بلال”.
ثالثاً: معاوية في زمن النبي صلى الله عليه وسلم
كان معاوية -رضي الله عنه- موضع ثقة النبي -صلى الله عليه وسلم- فلذلك جعله من جملة الكتّاب بين يديه الذين يكتبون الوحي والرسائل، إذ كان من القلة القليلة الذين يعرفون القراءة والكتابة،
روى العرباض بن سارية أنه سمع النَّبيَّ -صلَّى اللهُ عليْهِ وسلَّمَ- يقول: “اللهم علِّمْ مُعاويةَ الكِتابَ، والحِسابَ، وقِهِ العَذابَ”.
وقد شارك معاوية مع أخيه وأبيه في غزوة حنين والطائف، وثبتوا فيها، وقيل إن أبا سفيان فقدَ إحدى عينيه في هذه الغزوة، وفقد عينه الأخرى في اليرموك، فكان ممن صلح إسلامهم، وذادوا عن حياض الإسلام وبذلوا نفوسهم، وقد أكرمهم الرسول -صلى الله عليه وسلم- بالأعطيات الجزيلة ليقوّي بهم عزم الإسلام والمسلمين حتى يثبتوا فيثبت مَن وراءهم.
وقد دعا النبي لمعاوية بأن يكون هادياً مهدياً؛ قال عبد الرحمن بن أبي عميرة ـ هو أحد الصحابة-: “إني سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “اللهم اجعله هادياً مهدياً وَاهْدِ به… ” رواه الإمام أحمد في المسند وصحَّحه الألباني في صحيح سنن الترمذي
وثبت في الصحيح أنه كان فقيهاً يعتد الصحابة بفقهه واجتهاده؛ فقد روى البخاري في صحيحه في كتاب المناقب عن أبي مليكة قال: “أوتر معاوية بعد العشاء بركعة وعنده مولى لابن عباس؛ فأتى ابن عباس فأخبره، فقال: دعه؛ فإنه قد صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وفي رواية أخرى قيل لابن عباس: “هل لك في أمير المؤمنين معاوية فإنه ما أوتر إلا بواحدة، قال: أصاب إنه فقيه”.
وفي الحَديثِ: بَيانُ فَضلِ مُعاويةَ رَضيَ اللهُ عنه، ومَدى تَأسِّيه بالنَّبيِّ صلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ.
وفيه: مَعرِفةُ ابنِ عبَّاسٍ بمُعاويةَ، وتَزْكيتُه له رَضيَ اللهُ عنهم.
وأخرج البخاري أيضاً من طريق أم حرام بنت ملحان -رضي الله عنها- قالت: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “أول جيش من أمتي يغزون البحر قد أوجبوا”.
قالت أم حرام: قلت: يا رسول الله أنا فيهم؟ قال: أنتِ فيهم، ثم قال النبي -صلى الله عليه وسلم- “أول جيش من أمتي يغزون مدينة قيصر ـ أي القسطنطينية ـ مغفور لهم”.
فقلت: أنا فيهم يا رسول الله؟ قال: لا. ومعنى أوجبو: أي فعلوا فعلاً وجبت لهم به الجنة.
قال ابن حجر في الفتح: “ومن المتفق عليه بين المؤرخين أن غزو البحر وفتح جزيرة قبرص كان في سنة ٢٧هـ في إمارة معاوية -رضي الله عنه- على الشام أثناء خلافة عثمان رضي اللّٰه عنه”.
وقد كان معاوية أول ملك في الإسلام، وقد وصف النبي هذا المُلك بأنه ملك رحمة، قال: “أوَّلُ هذا الأمرِ نُبوَّةٌ ورحمةٌ، ثمَّ يكونُ خلافةً ورحمةً، ثمَّ يكونُ مُلكًا ورحمةً، ثمَّ يتكادمون عليه تكادُمَ الحُمُرِ”.
ويعد معاوية -رضي الله عنه- من الذين نالوا شرف الرواية عن رسول الله، ومرد ذلك إلى ملازمته لرسول الله بعد فتح مكة، وكان عمره في فتح مكة حوالي ثماني عشرة سنة، ولكونه كاتبه أتيحت له فرصة عظيمة مكنته من الاستفادة من رسول الله، وقد روى -كما ذكر بعض علمائنا- مئة وثلاثة وستين حديثاً عن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- واتفق له البخاري ومسلم على أربعة أحاديث، وانفرد البخاري بأربعة ومسلم بخمسة، ومن هذه الأحاديث التي رواها معاوية رضي الله عنه:
- دخل معاوية على عبد الله بن الزبير وابن عامر، فقام ابن عامر، ولم يقم ابن الزبير فقال معاوية: مَهْ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “من أحب أن يمثل له عباد الله قياماً، فليتبوَّأ مقعده من النار”.
- عن معاوية بن أبي سفيان -رضي الله عنه- أن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: “إذا أراد الله بعبد خيراً فقهه في الدين”.
- قال محمد بن كعب القُرَظي، سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول إذا انصرف من الصَّلاة: “اللَّهم لا مانع لما أعطيت ولا مُعطي لما منعت ولا ينفع ذا الجدِّ منك الجَدُّ “.
- عن عيسى بن طلحة قال سمعت معاوية يقول: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: “إن المؤذِّنين أطول الناس أعناقاً يوم القيامة”.
اقرأ أكثر: الهجرة النبوية الشريفة
رابعاً: معاوية في زمن أبي بكر وعمر رضي الله عنهما
كان يزيد بن أبي سفيان وأخوه معاوية من رجال دولة أبي بكر الصديق الذين اختارهم لحمل أعباء الأمة في حربها وسلمها، فأحسنا بذلك كل الإحسان، شارك معاوية في حرب اليمامة ضد المرتدين، والتحق بجيش أبي بكر بقيادة أخيه يزيد متوجهاً إلى الشام، وشارك أيضاً في اليرموك مع أخيه وأبيه.
وكان يزيد والياً على الشام في عهد أبي بكر، فلما مات وجاء البريد إلى عمر بموته رد عمر البريد إلى الشام بولاية معاوية مكان أخيه يزيد، ثم عزى أبا سفيان في ابنه يزيد، فقال: يا أمير المؤمنين من وليت مكانه؟ قال: أخاه معاوية.
وقد نال معاوية ثقة عمر بن الخطاب فطوال فترة إمارته لم تصدر من أهل الشام عليه شكوى ولا مظلمة، بل أحسن سياستهم ولمّ شملهم وقادهم بالحلم والعدل والرحمة، فكانوا يحبونه ويطيعونه.
إنّ عمر الذي كان يعزل الولاة لأدنى شبهة رفقة بالرعية وتقديماً لمصلحتهم قد أبقى على معاوية لأنه كان نعم الحاكم العادل، وقد مرّ عزله لسعد بن أبي وقاص ولأبي هريرة وكانا من خيرة الصحابة، عزلهما تقديماً لمصلحة الرعية ووأداً للفتن وضبطاً للأمور، ودانت الشام لمعاوية برضا عمر وموافقته لحسن سياسته وحنكته في إدارة البلاد، فقد كان حليماً رحيماً حكيماً، فدانت له الشام عشرين سنة والياً، وعشرين أخرى حاكماً عادلاً.
وقد أورد ابن كثير في كتابه البداية والنهاية قصة زيارة عمر لمعاوية في الشام، وحسن استقباله له فقال: قال ابن أبي الدنيا حدثني محمد بن قدامة الجوهري، حدثني عبد العزيز بن بحر عن شيخ له قال: لما قدم عمر بن الخطاب الشام تلقاه معاوية في موكب عظيم، فلما دنا من عمر قال له: أنت صاحب الموكب العظيم؟ قال: نعم يا أمير المؤمنين، قال: مع ما بلغني من طول وقوف ذوي الحاجات ببابك؟ قال: مع ما بلغك من ذلك، قال: ولم تفعل هذا؟
قال: يا أمير المؤمنين إنا بأرض جواسيس العدو فيها كثيرة، فيجب أن يظهر من عز السلطان ما يرهبهم به، فإن أمرتني فعلت، وإن نهيتني انتهيت. فقال له عمر: يا معاوية ما سألتك عن شيء إلا تركتني في مثل رواجب الضرس، لئن كان ما قلت حقاً إنه لرأي أريب، ولئن كان باطلاً إنه لخديعة أديب، قال: فمرني يا أمير المؤمنين، قال: لا آمرك ولا أنهاك، فقال رجل: يا أمير المؤمنين ما أحسن ما صدر الفتى عما أوردته فيه! فقال عمر: لحسن مصادره وموارده جشمناه ما جشمناه.
خامساً: معاوية في زمن عثمان رضي الله عنه
عندما جاء عثمان إلى الخلافة كان معاوية -رضي الله عنه- والياً على الشام فأقره عثمان عليها، وضُمت إلى معاوية بعض المناطق الأخرى حتى أصبح الوالي المطلق لبلاد الشام كلها، وكان حريصاً على إقامة العدل وكانت مدة ولايته على الشام مليئة بالأحداث؛ فالشام من أهم مناطق الجهاد؛ إذ كانت متاخمة لحدود المسلمين مع الروم، وسادها الإسلام واستقرت مع ولاية معاوية عليها، وقلت محاولة الروم إثارة القلاقل فيها، وكان المجال مفتوحاً لمعاوية للجهاد، جاء في البداية والنهاية لابن كثير:
(ولما فتحت الشام ولاه عمر نيابة دمشق بعد أخيه يزيد بن أبي سفيان، وأقره على ذلك عثمان بن عفان وزاده بلاداً أخرى، وهو الذي بنى القبة الخضراء بدمشق وسكنها أربعين سنة، قاله الحافظ ابن عساكر).
وأوردت بعض المصادر أن مُعاوية بن أبي سُفيانَ كان قد أَلَحَّ على عُمَرَ بن الخطَّاب أنَّ يَغْزُوَ البحرَ ولكنَّه أَبَى ذلك، ثمَّ في زمنِ عُثمانَ طلَب ذلك فوافَق عُثمانُ بِشرطِ ألَّا يُجبِرَ أحداً على ركُوبِ البحرِ؛ بل يُخَيِّرُهُم، مَن أراد الغَزْوَ معه فعَل وإلَّا فَلَا، ففعَل ذلك، واسْتَعْمَل على البحرِ عبدَ الله بن قيسٍ الجاسيَّ، ثمَّ غَزَا قبرصَ وصالَح أهلَها على سبعةِ آلافِ دِينارٍ كلَّ سَنةٍ، وقد ساعَد في ذلك الغَزْوِ أهلُ مِصْرَ بإمْرَةِ ابنِ أبي السَّرْحِ، وكان مُعاويةُ على النَّاسِ جميعاً، وكان بين الغُزاةِ عددٌ مِن الصَّحابةِ ومِن بينهم أُمُّ حَرامٍ زَوجةُ عُبادةَ بن الصَّامِتِ التي تُوفِّيَت في قبرص ودُفِنَتْ فيها، وكان النَّبيُّ -صلَّى الله عليه وسلَّم- قد بَشَّرَها بأنَّها تكون ممَّن يَغزو البحرَ كالمُلُوكِ على الأَسِرَّةِ.
سادساً: فتنة مقتل عثمان وموقف معاوية منها
انقسمت الأمة الإسلامية انقساماً كبيراً بمقتل عثمان بن عفان -رضي الله عنه- وأثرت حادثة مقتله في مسيرة التاريخ الإسلامي، فترتب عليها خروج طوائف كالخوارج الذين كفّروا علياً، والشيعة الذين غالوا في علي، والنواصب الذين عادوا علياً عداء شديداً، وعدوه سبباً للخلافات.
بدأت هذه الفتنة عندما ظهر رجل اسمه (عبد الله بن سبأ) وبدأ يهيج الناس على عثمان رضي الله عنه، فلما قُتل عثمان ودفن ذهب نفر من الصحابة ليبايعوا علياً في بيته، فطلب البيعة في المسجد فبايعه الناس وأجمعوا على ذلك، ولما استقر الأمر لعلي وبويع خليفة للمسلمين كانت قلوب الصحابة -رضوان الله عليهم- تغلي لمقتل عثمان فكيف يقتل عثمان ويبقى قتلته يتجولون في المدينة المنورة يسرحون ويمرحون؟!
فذهبوا إلى علي وطلبوا القصاص فأوضح بأنهم قوة وكثر ومن بلاد مختلفة، وطلب منهم أن يصبروا حتى تهدأ الأمور ويقتص منهم، فقالوا نجيش الجيوش من البصرة، ونأتي إلى المدينة فرفض علي ذلك لئلا تسيل الدماء في مدينة رسول الله، وتثور فتنة ولا تُعرف نهاية لهذه الحرب، فتركوا علياً وذهبوا إلى مكة حيث أمهات المؤمنين، وعلى رأسهم طلحة والزبير اللذان أقنعا عائشة بالخروج فخرجت معهم، وأقنع عبد الله بن عمر حفصة بعدم الخروج، فلم تذهب، واتفق رأيهم على الخروج إلى البصرة، ليقفوا بمن فيها من الخيل والرجال، ليس لهم غرض في القتال، وذلك تمهيداً للقبض على قتلة عثمان، وإنفاذ القصاص فيهم.
ويدل على ذلك ما أخرجه أحمد في المسند والحاكم في المستدرك أن عائشة -رضي الله عنها- لما بلغت مياه بني عامر ليلاً نبحت الكلاب، قالت: أي ماء هذا؟ قالوا: ماء الحوأب، قالت: ما أظنني إلا راجعة، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال لنا: “كيف بإحداكن تنبح عليها كلاب الحوأب”. فقال لها الزبير: ترجعين!! عسى الله -عز وجل- أن يصلح بك بين الناس.
قال الألباني: إسناده صحيح جداً.
وقد عدّ علي -رضي الله عنه- خروجهم إلى البصرة واستيلاءهم عليها نوعاً من الخروج عن الطاعة، وخشي تمزق الدولة الإسلامية فسار إليهم، وأرسل القعقاع بن عمرو إلى طلحة والزبير يدعوهما إلى الألفة والجماعة، فبدأ بعائشة -رضي الله عنها- فقال: أي أماه، ما أقدمك هذا البلد؟ فقالت: أي بني الإصلاح بين الناس.
قال ابن كثير -رحمه الله- في البداية والنهاية: وأشرف القوم على الصلح، كره ذلك من كرهه، ورضيه من رضيه، وأرسلت عائشة إلى علي تعلمه أنها إنما جاءت للصلح، ففرح هؤلاء وهؤلاء، وقام علي في الناس خطيباً، فذكر الجاهلية وشقاءها وأعمالها، وذكر الإسلام وسعادة أهله بالألفة والجماعة، وأن الله جمعهم بعد نبيه -صلى الله عليه وسلم- على الخليفة أبي بكر الصديق، ثم بعده على عمر بن الخطاب، ثم على عثمان، ثم حدث هذا الحدث الذي جرى على الأمة، ثم قال: ألا إني مرتحل غداً فارتحلوا، ولا يرتحل معي أحد أعان على قتل عثمان بشيء من أمور الناس،
فلما قال هذا اجتمع من رؤوسهم جماعة كالأشتر النخعي، وشريح بن أوفى، وعبد الله بن سبأ المعروف بابن السوداء… وغيرهم في ألفين وخمسمئة، وليس فيهم صحابي ولله الحمد، فقالوا: ما هذا الرأي؟ غداً يجمع عليكم الناس، وإنما يريد القوم كلهم أنتم، فكيف بكم وعددكم قليل في كثرتهم.
فقال الأشتر: قد عرفنا رأي طلحة والزبير فينا، وأما رأي علي فلم نعرفه إلا اليوم، فإن كان قد اصطلح معهم، فإنما اصطلح على دمائنا…، ثم قال: يا قوم إذا التقى الناس فانشبوا الحرب والقتال بين الناس، ولا تدعوهم يجتمعون.
وذكر ابن كثير أن علياً وصل إلى البصرة، ومكث ثلاثة أيام، والرسل بينه وبين طلحة والزبير، وتم الصلح وبات الناس بخير ليلة، وبات قتلة عثمان بشر ليلة، وباتوا يتشاورن، وأجمعوا على أن يثيروا الحرب من الغلس، فنهضوا من قبل طلوع الفجر، وهم قريب من ألفي رجل، فانصرف كل فريق إلى قراباتهم، فهجموا عليهم بالسيوف، فثارت كل طائفة إلى قومهم ليمنعوهم، وقام الناس من منامهم إلى السلاح، فقالوا: طرقتنا أهل الكوفة ليلاً، وبيتونا وغدروا بنا، وظنوا أن هذا عن ملأ من أصحاب علي، فبلغ الأمر علياً فقال: ما للناس؟ فقالوا: بيتنا أهل البصرة، فثار كل فريق إلى سلاحه، ولبسوا اللأمة، وركبوا الخيول، ولا يشعر أحد منهم بما وقع الأمر عليه في نفس الأمر، وكان أمر الله قدراً مقدراً، وقامت الحرب على ساق وقدم، وتبارز الفرسان، وجالت الشجعان، فنشبت الحرب، وتواقف الفريقان، والسابئة أصحاب ابن السوداء قبحه الله لا يفترون عن القتل.
انتهت هذه الفتنة العمياء وكان قد قتل فيها طلحة والزبير -رضوان الله عليهما- وحزن علي حزناً شديداً، وأعاد السيدة عائشة أم المؤمنين إلى المدينة معززة مكرّمة، وسميت هذه الحادثة المريرة (موقعة الجمل) نسبة إلى الجمل الذي كانت تركبه أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها.
سابعاً: معركة صفين
وبعد الفراغ من (الجمل) أراد أمير المؤمنين علي أن يحمل معاوية (والي الشام) وأهل الشام على البيعة، وكان معاوية يرفض مبايعة عليّ حتى يسلمه قتلة عثمان للاقتصاص منهم؛ لأنه وليه وابن عمّه، وكان الإمام علي يرفض هذا الشرط، ويشترط عليه المبايعة أولاً.
وسار الإمام علي في السنة السابعة والثلاثين للهجرة إلى صفين (بين العراق والشام)، ولم يكن معاوية يعدّ نفسه خليفة ولا يرى نفسه أفضل من علي، إنما وضع شرطاً لمبايعة عليّ، وهو أن يتم تسليمه قتلة عثمان، إذ كان بعضهم في جيش علي، رفض معاوية قرار عزله.
وبرز السبئية من جديد، وأخذوا يحثون الإمام علي والناس على قتال أهل الشام، فخرج الإمام علي لقتال معاوية، وقتل من المسلمين عدد كثير، وقد أوردت بعض الكتب أن القتلى كان بعشرات الآلاف، وهذا من المبالغات والمكذوبات، فالعدد لم يبلغ ذلك، وكان كلا الطرفين منضبطاً في موضوع القتل، وقد ترك الإمام علي -رضي الله عنه- فقهاً زاخراً في موضوع القتال والتعامل مع الأسرى والخصوم والجرحى والقتلى وتغسيلهم وتكفينهم…، ويعدهم مسلمين إخواناً باغين اجتهدوا فاخطؤوا.
وكان أغلبية الصحابة يحذرون من الفتنة، وقد اعتزل أكثرهم القتال، ثم تنادى المسلمون إلى الصلح ووقف القتال، لتبدأ مرحلة جديدة بعيداً عن القتال وتم الاتفاق على التحكيم.
ولا بد من الإشارة إلى أن عمار بن ياسر كان من ضمن المقاتلين في صفوف الخليفة علي بن أبي طالب، وقد قتل في هذه المعركة،
ولما قُتل دخل عمرو بن حزم على عمرو بن العاص، فقال: قتل عمار، وقد قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- تقتله الفئة الباغية. فدخل عمرو على معاوية، فقال: قتل عمار. فقال: قتل عمار فماذا؟ قال: سمعت رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يقول: تقتله الفئة الباغية. قال: دحضتَ في بولك أونحن قتلناه؟ إنما قتله علي وأصحابه الذين ألقوه بين رماحنا، أو قال: بين سيوفنا.
وقد كانت هذه الحِجة منه داحضة هزيلة، وقد وضح عند أهل السنة والجماعة أن الفئة الباغية كانت فئة أهل الشام، وإن علياً ومَن معه على حق، والجميع مسلمون لا يخرجهم البغي عن دائرة الإسلام.
وكتبوا بينهم كتاباً هذه صورته:
بسم الله الرحمن الرحيم هذا ما تقاضى عليه علي بن أبي طالب أمير المؤمنين، فقال عمرو بن العاص: اكتب اسمه واسم أبيه، هو أميركم وليس بأميرنا. فقال الأحنف: لا تكتب إلا أمير المؤمنين. فقال علي: امحه، واكتب: هذا ما قاضى عليه علي بن أبي طالب، ثم استشهد علي بقصة الحديبية حين امتنع أهل مكة من قوله: هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله. فامتنع المشركون من ذلك، وقالوا: اكتب: هذا ما قاضى عليه محمد بن عبد الله. فكتب الكاتب: هذا ما قاضى عليه علي بن أبي طالب ومعاوية بن أبي سفيان، قاضى علي على أهل العراق ومن معهم من شيعتهم والمسلمين، وقاضى معاوية على أهل الشام ومن كان معه من المؤمنين والمسلمين،
إنا ننزل عند حكم الله وكتابه، ونحيي ما أحيا الله عز وجل، ونميت ما أمات الله، فما وجد الحكمان في كتاب الله -وهما أبو موسى الأشعري وعمرو بن العاص- عملا به، وما لم يجدا في كتاب الله، فالسنة العادلة الجامعة غير المتفرقة. ثم أخذ الحكمان من علي ومعاوية ومن الجندين من العهود والمواثيق على أنهما آمنان على أنفسهما وأهلهما، والأمة لهما أنصار على الذي يتقاضيان عليه ويتفقان، وعلى المؤمنين والمسلمين من الطائفتين كليهما عهد الله وميثاقه أنهم على ما في هذه الصحيفة، وأجّلا القضاء إلى رمضان، وإن أحبا أن يؤخرا ذلك على تراض منهما، وكتب في يوم الأربعاء لثلاث عشرة خلت من صفر، سنة سبع وثلاثين، على أن يوافي علي ومعاوية موضع الحكمين بدومة الجندل في رمضان، ومع كل واحد من الحكمين أربعمئة من أصحابه ، فإن لم يجتمعا لذلك اجتمعا من العام المقبل بأذرح.
لما رجع علي من الشام بعد وقعة صفين ذهب إلى الكوفة فلما دخلها اعتزله طائفة من جيشه، قيل: ستة عشر ألفاً، وقيل: اثنا عشر ألفاً، فباينوه، وخرجوا عليه، وسمّوا بالخوارج، وأنكروا عليه أشياء، فبعث إليهم عبد الله بن عباس، فناظرهم فيها ورد عليهم ما توهموه من الشبهة، فرجع بعضهم، واستمر بعضهم على ضلاله، ويقال: إن علياً ذهب إليهم فناظرهم فيما نقموا عليه حتى استرجعهم عما كانوا عليه، ودخلوا معه الكوفة، ثم إنهم عادوا فنكثوا ما عاهدوا عليه، وتعاقدوا وتعاهدوا فيما بينهم على القيام بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، والقيام على الناس في ذلك، ثم تحيزوا ناحية إلى موضع يقال له (النهروان)، وفيه قاتلهم علي.
لقد كان علي يرى التفرق الكبير في صفوف معسكره يزداد يوماً بعد يوم، ولاح ضعفهم وعدم بقائهم على قلب رجل واحد قبيل صفين، وذلك عندما خطب فيهم فقال: ألا إن بسراً قد طلع من قبل معاوية، ولا أرى هؤلاء القوم إلا سيظهرون عليكم باجتماعهم على باطلهم وتفرقكم عن حقكم، وبطاعتهم أميرهم ومعصيتكم أميركم، وبأدائهم الأمانة وبخيانتكم. استعملت فلاناً فغل وغدر، وحمل المال إلى معاوية، واستعملت فلاناً فخان وغدر، وحمل المال إلى معاوية حتى لو ائتمنت أحدكم على قدح خشيت على علاقته. اللهم إني قد أبغضتهم وأبغضوني، فأرحهم مني، وأرحني منهم.
وهذا القول قاله قبيل وفاته بثلاث سنوات تقريباً، وقد كان يشعر بالأسى لهذا التفرق والدمار الحاصل في صفوف جنده، إلى أن قتله عبد الرحمن بن ملجم وهو من الخوارج، وكانوا قد اتفقوا على قتل عمرو بن العاص ومعاوية وعلي فلم ينجحوا إلا في قتل علي رضي الله عنه، ونجا ابن العاص كما ذكرت الروايات الصحيحة، إذ قُتل خارجة الذي ناب عنه في صلاة الفجر حتى قالوا: “أرادوا عمراً وأراد الله خارجة ” فذهبت مثلاً، أما معاوية فقد جُرح، وظل يتعالج من إصابته حتى تعافى.
ثامناً: عام الجماعة
اجتمع القوم في الكوفة على الحسن بن علي بعد وفاة علي -رضي الله عنه- وحملوه على قتال معاوية لكن الحسن لم يكن يرغب في قتاله، وكان معاوية قد أرسل يطلب من الحسن الصلح حقناً لدماء المسلمين، عند ذلك لانَ الحسن، وجاء رجلان من عند معاوية هما عبد الرحمن بن سمرة وعبد الله بن عامر بن كريس واتفقا مع الحسن على شروط الصلح، والشروط -كما جاءت عند المؤرخين- أربعة من ضمنها العفو العام، والتأمين على الأموال والأنفس وأن يرجع الأمر شورى بين المسلمين بعد وفاة معاوية، ووافق الطرفان على الصلح وعرف هذا العام بعام الجماعة
وهو العام الذي تنازل فيه الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان عام ٤١هـ – ٦٦١م، وسمي (عام الجماعة) بسبب اجتماع الناس على معاوية.
وقد مدحه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- على صنيعه هذا، وهو تركه الدنيا الفانية، ورغبته في الآخرة الباقية، وحقنه دماء هذه الأمة، فنزل عن الخلافة وجعل الملك بيد معاوية، حتى تجتمع الكلمة على أمير واحد.
قَالَ الحَسَنُ: وَلَقَدْ سَمِعْتُ أَبَا بَكْرَةَ يَقُولُ: رَأَيْتُ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَلَى المِنْبَرِ – وَالحَسَنُ بْنُ عَلِيٍّ إِلَى جَنْبِهِ -، وَهُوَ يُقْبِلُ عَلَى النَّاسِ مَرَّةً، وَعَلَيْهِ أُخْرَى وَيَقُولُ: “إِنَّ ابْنِي هَذَا سَيِّدٌ، وَلَعَلَّ اللَّهَ أَنْ يُصْلِحَ بِهِ بَيْنَ فِئَتَيْنِ عَظِيمَتَيْنِ مِنَ المُسْلِمِينَ”.
ويقول الحافظ ابن حجر -رحمه الله-:
” في هذه القصة من الفوائد:
- علم من أعلام النبوة.
- منقبة للحسن بن علي، فإنه ترك الملك لا لقلة ولا لذلة ولا لعلة بل لرغبته فيما عند الله، لما رآه من حقن دماء المسلمين، فراعى أمر الدين ومصلحة الأمة.
وفيها رد على الخوارج الذين كانوا يكفرون علياً ومن معه، ومعاوية ومن معه، بشهادة النبي -صلى الله عليه وسلم- للطائفتين بأنهم من المسلمين، ومن ثم كان سفيان بن عيينة يقول عقب هذا الحديث: قوله (من المسلمين) يعجبنا جداً.
تاسعاً: خلافة معاوية وحُسْن سياسته
تم الصلح بين معاوية والحسن بن علي، وبويع معاوية، ودخل الكوفة وبايعه الحسن والحسين، واستبشر المسلمون بهذه المصالحة التي وضعت حداً لسفك الدماء والفتن، وهذه إشارة واضحة لرضا الناس عن خلافة معاوية، واستقبالها استقبالاً حسناً، فقد تولى الخلافة ووراءه تجربة طويلة في الحكم والإدارة وسياسة الناس، فولايته على الشام قبل الخلافة لمدة تزيد على العشرين عاماً أكسبته خبرة كبيرة وهيّأت له النجاح في خلافته.
والحقيقة أن معاوية كان يتمتع بصفات عالية ترشحه لأن يكون رجل الدولة الأول، وتجعله خليقاً بهذا المنصب الخطير.
يقول ابن الطقطقا: وأما معاوية فقد كان عاقلاً في دنياه، لبيباً عالماً حاكماً ملكًا قوياً جيد السياسة، حسن التدبير لأمور الدنيا عاقلاً حكيماً فصيحاً بليغاً، يحلم في موضع الحلم، ويشتد في موضع الشدة إلا أن الحلم كان أغلب عليه، وكان كريماً باذلاً للمال محباً للرياسة شغوفًا بها.
ويروي ابن الأثير في أسد الغابة عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: “ما رأيت أحداً بعد رسول الله أسود من معاوية. فقيل له: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي؟ فقال: كانوا -والله- خيراً من معاوية وأفضل، ومعاوية أسود.
وهكذا يكاد ينعقد إجماع علماء الأمة من الصحابة والتابعين ومن تلاهم على الثناء على معاوية وجدارته بالخلافة وحسن سياسته وعدله مما مكن له في قلوب الناس وجعلهم يجمعون على محبته.
يقول ابن تيمية -رحمه الله-: “وكانت سيرة معاوية في رعيته من خيار سير الولاة وكانت رعيته تحبه”.
وقد ثبت في الصحيحين عن النبي أنه قال: “خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم”.
الخاتمة
لقد تبين لنا من خلال ما سبق عظمة معاوية وحسن سيرته رضي الله عنه، إذ كان جديراً بالخلافة قادراً على تحمل تبعاتها، وشهد له القريب والبعيد والأصدقاء والأعداء، والعلماء والحكماء شهدوا بمكانته وجدارته وعلمه، ولكن مع الأسف نجد الكثير في هذا الزمن وقبله من الأزمنة ممن خاض بالفتنة التي وقعت بين معاوية وعلي، ولاكت الألسن الجاهلة سيرة الأطهار بغير علم ولا فهم، وغاب عنهم أن الله سلّمهم من حضورها، فلماذا لم تسلم ألسنتهم من الخوض فيها؟!
فتلك أمة قد خلت لها ما كسبت ولكم ما كسبتم ولا تسألون عما كانوا يعملون.
الأسئلة الشائعة عن معاوية بن أبي سفيان
السبب هو امتناع معاوية بن أبي سفيان وأهل الشام عن مبايعة علي بن أبي طالب خليفة للمسلمين حتى يقتص من قتلة عثمان بن عفان رضي الله عنه لأنه يعد نفسه ولياً عن عثمان لكونه ابن عمه فيطلب الثأر لدمه.
يروي ابن الأثير في (أسد الغابة) عن عبد الله بن عمر -رضي الله عنهما- أنه قال: ما رأيت أحداً بعد رسول الله أسود من معاوية، فقيل له: أبو بكر وعمر وعثمان وعلي، فقال: كانوا والله خيراً من معاوية وأفضل، ومعاوية أسود، وينعقد إجماع علماء الأمة من الصحابة والتابعين على الثناء على معاوية وجدارته بالخلافة وحسن سياسته، يقول ابن تيمية: “وكانت سيرة معاوية في رعيته من خيار سير الولاة، وكانت رعيته تحبه”، وقد ثبت عن النبي -صلى الله عليه وسلم- أنه قال:” خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم”.
نعم، أهل السنة يقولون إن علياً وأصحابه هم المصيبون، وإن معاوية وجماعته هم الفئة الباغية، والبغي الذي صدر منه كان على سبيل التأول والاجتهاد غير قاصد للبغي، فيكون معذوراً إن شاء الله، لأنه كان مجتهداً في قتاله لعلي؛ فمعاوية كان ولي دم عثمان فكان يطالب بالقصاص من قتلته الذين التحقوا بجيش علي.
أهل السنة لا يهدرون فضل معاوية -رضي الله عنه- بل يعدونه من أكابر الصحابة العاملين بكتاب ربهم، المحافظين على سنة نبيهم، الذابين عن شريعته، المجاهدين في سبيله، وأحد كتاب الوحي، ونال ثقة النبي -صلى الله عليه وسلم- وروى عنه الأحاديث وكان فقيهاً عالماً.
معاوية -رضي الله عنه- ليس من العشرة المبشرين بالجنة.
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: “اللهم اجعله هادياً مهدياً واهدِ به”.
وقال: “اللهم علم معاوية الكتاب والحساب وقه العذاب”.
-؛معاوية بإجماع أهل العلم أفضل من عمر بن عبد العزيز.
عام الجماعة هو العام الذي تنازل فيه الحسن بن علي عن الخلافة لمعاوية بن أبي سفيان عام ٤١ هجري ٦٦١ميلادي، وسمي عام الجماعة بسبب اجتماع الناس على معاوية، وبذلك حقنت الدماء، وتم الصلح واجتمعت كلمة المسلمين على أمير واحد.
الخوارج هي الطائفة التي خرجت على رابع الخلفاء الراشدين علي بن أبي طالب -رضي الله عنه- بعد قبوله التحكيم في موقعه صفين مع معاوية بن أبي سفيان.
الكاتبة: آ. هيفاء العلي
شارك المقال مع اصدقـائك: